Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 22/Sep 18:28

لماذا لا يزال "Chinatown" أيقونة سينمائية؟

يُعد فيلم "Chinatown" الصادر عام 1974 واحداً من أعظم الأفلام في تاريخ السينما، ليس فقط لقصته المحكمة، بل لأنه جمع ثلاثة من أبرز أيقونات هوليوود في ذروة تألقهم: المخرج رومان بولانسكي، وكاتب السيناريو روبرت تاون، والنجم الأسطوري جاك نيكلسون. وعلى الرغم من مرور سنوات على إصداره، لا يزال الفيلم يمثل معياراً للإتقان الفني، خاصة في جانبي السيناريو والتمثيل، وهما المحوران اللذان شكّلا جوهر إبداع تاون ونيكلسون. مثّل رحيل الكاتب روبرت تاون قبل أكثر من عام خسارة كبيرة لهوليوود. يُعرف تاون بأنه أحد أعظم كتاب السيناريو في تاريخ السينما، ويُعتبر "Chinatown" أفضل أعماله على الإطلاق، لأنه حقق فيه إنجازاً نادراً: دمج الفساد العام (المتمثل في مؤامرة سرقة المياه من سكان المدينة) مع الفضيحة الخاصة (جريمة القتل وزنا المحارم داخل عائلة "كروس"). نجح تاون في نسج القصة الصغيرة ضمن القصة الأكبر ببراعة لا مثيل لها، لتتصادم الأحداث بشكل مثالي في النهاية. على الجانب الآخر، يأتي أداء جاك نيكلسون لشخصية المحقق "جيك جيتس" ليضيف بعداً جديداً من الكمال. فعلى الرغم من أن "جيتس" يبدو في البداية كمتحرٍ ساخر وجشع لا يكترث إلا بالمال، يكشف أداء نيكلسون عن شخصية أكثر عمقاً تهتم بسمعتها وبما تفعله. وقد استغل نيكلسون في هذا الدور كل أدواته، بدءاً من ثقته المطلقة التي تمنحه أصالة لا مثيل لها، وصولاً إلى ذكائه العاطفي الذي ساعده على التفاعل مع السيناريو. ويُظهر أداؤه تطوراً ملحوظاً على مدار الفيلم، حيث يدمج الأداء الجسدي الساحر مع العمق العاطفي، مما يجعل المشاهد يتابعه حتى في اللحظات الصامتة. يُشير النقاد إلى أن فيلم "Chinatown" هو أحد أكثر الأفلام التي تتأثر سلباً بانتشار منصات البث الرقمي. فالتصوير السينمائي الذي قدمه جون ألونسو في هذا الفيلم، والذي يعتمد على الألوان الغنية والإضاءة المتقنة، يفقد الكثير من سحره عند مشاهدته على شاشات الأجهزة الحديثة. وينصح خبراء السينما بمشاهدة الفيلم عبر الأقراص المدمجة (Blu-Ray أو DVD) أو في دور العرض، للحصول على التجربة البصرية الكاملة التي قصدها صُنّاعه.